-->

هل حقا نكتئب في العيد ؟


 

الاعلامية غادة محمد - سلطنة عمان -ها وقد وصلنا لليوم الثالث والأخير من عيد الفطر المبارك للعام الهجري 1442 وتمت أيام العيد بسلام ، وبعيدا عما يحدث في غزة ويشغل الرأي العام العالمي لحظة بلحظة والتي سأسرد لها مقالا منفرد، لكنني أتسائل !!! هل حقا فقدنا بهجة العيد ؟هل توجد بالفعل حالة من الكآبة نشعر بها في نهاية العيد نتيجة التوقع الزائد لما قد يحدث مسبقا ؟

نحن نتوقع كثيرا من البهجة والفرح والمعايدات التي يمكننا القيام بها وتلقيها، ولكن الحقيقة غير ذلك، قد لا تأتي كما توقعناها . فمع انتشار والوباء وزيادة عدد الاصابات بالكورونا في الكثير من الدول أصبح للعيد مقياس آخر وطعما ً آخر ، تغيرت أيامنا بتغير الأمور والحظر من حولنا، اختفت مظاهر وطقوس الاحتفال بالعيد والتي كانت تتمثل في صلاة العيد في المساجد والساحات والزيارات للأهل والاقارب والجيران ومعايدتهم ، وإظهار البهجة في الساحات والشوارع والأماكن، الأن أصبح البقاء في المنزل والتباعد الجسدي والالتزام بالاجراءات الاحترازية هو السائد . أصبحت الطقوس تتم عن بُعد خالية من مشاعر التواصل وجها لوجه، والألفة التي تحدث بين الجميع .

مقدار السعادة التي نشعر بها حينما نسمع ( عيدكم سعيد ) يفوق كثيرا من مجرد النطق بالكلمات، السعادة تكمن في إحساسك بالآخرين ووجودك بجانبهم، إحساسك بالبهجة وسط الأهل والأقارب والأصدقاء كما حثنا الاسلام على أن نحتفي بأيام العيد ونشارك الناس أفراحهم ونقيم شعائر الاحتفال بعد أيام الصيام والالتزام.

العيد له مكانه خاصة ومميزة عن سائر أيام العام فهو يقوي معاني الألفة والمودة والمشاركة المجتمعية، ويقوي أواصر المحبة والتكاتف بين الجميع، ومع شدة تمسكنا بإقامة طقوسة وتغير الأحوال !!! هل حقا نكتئب في العيد ؟؟ الاجابة قد تختلف من دولة لأخرى حسب الاجراءات المطبقة بكل دولة ومدى السماح للمواطنين بإقامة الشعائر أو المنع . وهنا تختلف درجة الاكتئاب من عدمه ! عن نفسي فقد بلغت أشد الدرجات ولا أنكر ذلك . أيضا لا أنكر على الاخرين فرحتهم وشعورهم ومدى تكيفهم مع ظروف الوباء والاحساس بالعيد، لكنها حقا ظاهرة تحتاج التحدث عنها ودراسة كيفية علاجها وبأي الطرق يمكن تجاوزها حتى يختفي هذا الوباء. وللحديث بقية.....

غادة محمد السيد

السبت 15 مايو 2021 

شارك المقالة عبر:

اترك تعليقا: